تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 اكتشاف العلاجات: من المختبر إلى التجارب الأولية على الإنسان


عقد مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية مؤتمر "اكتشاف العلاجات: من المختبر إلى التجارب الأولية على الإنسان" وذلك في الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر 2017م. وقد وفر هذا المؤتمر فرصة فريدة للخبراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة التطورات الحاصلة في مجال اكتشاف العقاقير وتطويرها مع التركيز على المرحلة الأولى للتجارب السريرية. كان هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي يستضيفه مركز الأبحاث والذي تم إنشاؤه لتعزيز اكتشاف العقاقير وتطويرها في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع عدد من المراكز العالمية مثل الجمعية الأكاديمية الأمريكية لاكتشافات الأدوية ومنظمة الهندسة الجينية التابعة لجامعة أكسفورد في بريطانيا ومعهد المواد الطبية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الطبية. تم تقسيم برنامج المؤتمر إلى قسمين، يوم ما قبل المؤتمر وعقدت فيه مجموعة من الدورات المتعلقة بالأبحاث السريرية والاكتشافات الدوائية ما قبل السريرية وأبحاث الأحياء الجزيئية وأبحاث النانو، وقد أتيحت للحضور الفرصة للقاء الخبراء الدوليين وتبادل المعلومات وتعزيز التعاون. والقسم الثاني شمل فعاليات المؤتمر التي امتدت على مدى يومين نوقش خلالهما تصميم التجارب السريرية وتوظيف المشاركين المتطوعين والأثر الاقتصادي من الأبحاث السريرية، كما تم مناقشة اجراءات الاكتشافات الدوائية ما قبل التجارب السريرية من الجزيئات الصغيرة والعلاجات الخليوية والمناعية والوصول إلى تحديد أهداف جديدة. كان من ضمن الفعاليات عرض للهيئة السعودية للغذاء والدواء عن التنظيمات الحكومية للأبحاث السريرية في المملكة. اختتم المؤتمر أعماله بعدد من التوصيات من أهمها أن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى المزيد من الاستثمار المالي والقدرات البشرية والبنية التحتية لتحقيق الريادة الاقليمية في مجال الأبحاث السريرية والاكتشافات الدوائية ما قبل الأبحاث السريري، ويمكن أن تكون نقطة البداية المثالية من الأمراض التي يتعرض له المجتمع المحلي حاليا مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والتهاب البكتيريا المقاومة.  

المؤتمر:

افتتح المؤتمر بكلمتين ترحيبيتين ألقى إحداها نيابة عن الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية معالي المدير العام مدير الجامعة الدكتور بندر القناوي. كما ألقى كلمة مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية سعادة المدير التنفيذي الدكتور أحمد العسكر. اشتملت كلمة الافتتاح على الترحيب بالحضور والمشاركين والمتحدثين، كما تطرقت إلى أن هذا المؤتمر يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وخطة تقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل وتنويع المصادر وتطوير القطاعات الخدمية كالصحة والتعليم والبنية التحتية والسياحة والترفيه. وبينت كلمة الدكتور القناوي أن مركز الملك عبدالله العالمي يقود عملية انتقالية في مجال الأبحاث الطبية الحيوية لتحويل الأبحاث الأساسية إلى منتجات ملموسة وذات أثر على الصحة والاقتصاد. كما قد ذكر الدكتور العسكر أن من أهداف هذا المؤتمر عرض اكتشافات أبحاث مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية والشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالإضافة إلى خلق فرصة لتبادل المعرفة والتعاون بين الباحثين المحليين والعالميين في مجال الاكتشافات العلاجية والمرحلة الأولى للتجارب السريرية. تبع ذلك مقدمة قصيرة تضمنت جدول أعمال المؤتمر ألقاها رئيس المؤتمر الدكتور محمد بو جلال.

تم التركيز في أول أيام المؤتمر على الإعدادات والتنظيمات والجوانب الأخلاقية للمرحلة الأولى من التجارب السريرية بالإضافة إلى عرض العديد من برامج التجارب السريرية عالميا ومن المركز تخللها عدد من النقاشات التي تركزت على ما تم تقديمه من عروض. خصص اليوم الثاني لمناقشة الاجراءات ما قبل السريرية للاكتشافات الدوائية للجزيئات الصغيرة والعلاجات الخليوية والمناعية. وقد قدم المتحدثون نظرة عامة على أكثر العقاقير الواعدة والمستهدفة حالياً وأحدث طرق التحقق المعتبرة، بالإضافة إلى عرض عدد من مشاريع المركز ضمن فعاليات اليوم. وفي ختام المؤتمر أعدت مجموعة من التوصيات منها:


  1. تغيرت أهداف المرحلة الأولى للدراسات السريرية خلال السنوات الماضية عن ما هو معتاد وذلك بسبب دمج المرحلتين الأولى والثانية للتجارب السريرية مما نتج عنه مرحلة أولى أكثر وأكثر عدداً ويعتمد نجاح هذه التجارب على تصميم التطوير ما قبل السريري والتجربة السريرية.
  2. يجب أن لا يقتصر تصميم المرحلة الأولى للتجارب السريرية على اختبار سميّة أو ضبط جرعة الدواء، بل يؤخذ في الاعتبار المنافع العلاجية للمرضى. يجب على الباحث أن يرتقي فوق تضارب المصالح المتعلقة بالتمويل أو الشهرة الأكاديمية أو الارتقاء الوظيفي وأن يتبنى منهج الطبيب أولا ثم عالم الأبحاث ثانياً.
  3. بغض النظر عن الخبرة الطويلة والبنية التحتية المتوفرة فإن الثقة والاكتشاف وصنع القرار هي مفاتيح النجاح لتأسيس المرحلة الأولى للتجارب السريرية. اقتناع المجتمع بأهمية ومردود المشاركة في هذه التجارب على صحة الانسان.
  4. يحتاج الباحثون في خلال التجارب السريرية الاختيار بين المثالية التي تتطلب اتباع أفضل الممارسات الأخلاقية الممكنة والمنفعة التي تتطلب تحقيق أقصى درجة من فائدة التجارب السريرية.
  5. يؤدي تداخل الدراسات بسبب منافسة الشركات إلى برامج اكتشافات دوائية مكلفة جداً، ويمكن تفادي ذلك عن طريق التنسيق بين هذه الشركات.
  6. تسبب التحول من منهج دواء واحد يناسب الجميع إلى استراتيجية شخصنة الدواء في زيادة التركيز على برامج تطوير المثبطات الجزيئية الصغيرة.
  7. إن وجود وحدة تطوير مبكرة للأدوية يعزز التعاون بين الجهات الأكاديمية والصناعية وهذا سيقوي  برامج وموارد الاستثمار.
  8.  يتطلب الطب الدقيق توصيف التغيرات الجينية والمناعية من أجل تكييف العلاجات لتحقيق أفضل استجابة وأعلى سلامة للمريض.
  9. إن استراتيجية تطوير المحولات الحيوية المتضمنة تقنيات متقدمة مثل البصريات الكمية ونسخ الحمض النووي مع متسلل الجيل التالي والمعلوماتية الحيوية باستخدام الحواسيب الفائقة قد تكون مفيدة في توصيف الأمراض المستمرة مثل سرطان الثدي.
  10. الفهم الجيد للمرض مع استخدام تقنيات الفحص المناسبة ونظام إيصال الدواء هي المفتاح لنجاح برنامج اكتشاف الأدوية.